بعد اعوام طوال من اقامتي في الغرب لاتصدمني اطلاقا وسائل السخرية من الله والاديان عموما والمسيحية خصوصا المنتشرة في وسائل الاعلام فمثلا في مسلسل رجل العائلة الكارتوني الذي تبثه قناة فوكس الامريكية تتمني فتاة من شخصيات البرنامج الموت بعد حصول موقف محرج لها فنري الله عز وجل في سمائه يقوم بتصويب بندقيته ذات منظار الليزرعلي رأس الفتاة وقبل ان يضغط علي الزناد يرن جرس التليفون ويجيب الله ب هالللللووو ويترك البندقية جانبا فالمكالمة كما تبدو مكالة غرامية ....ناهيك عن اظهار المسيح في برامج وقنوات تلفزيونية اخري في صورة لاعب نينجا ينزل من علي الصليب ويشتبك مع اليهود في معركة كونغ فو او ظهوره يقود موتوسيكل او يلعب كورة سلة في الشارع....... شخصيا لا اظن ان ايماني بالله تزعزع من رؤيته علي شاشة التلفزيون يتحدث في التليفون او حتي يدخن السيجار لاقتناعي بأستحالة حدوث ذلك...من حقك بالطبع ان تغضب او تغضبي من الرسوم الدنمراكية التي قام بها حفنة معدودة لكن هل من الحكمة معاقبة واستعداء شعب وبلد باكمالها؟ ينجح اليهود مثلا في تحويل مصائبهم الي وسيلة لكسب تعاطف العالم بينما يتفنن العرب في صناعة اعداء جدد لهم يوم بعد يوم ..لااظن ان دولة الدنمارك التي تعطي الاقامة ل.. 200 الف مسلم يعيشون فيها ويمارسون حياتهم بحرية كاملة مسؤلة عن ماقام به محرري الصحيفة (قارن ذلك بالاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في السعودية مثلا) ..الحل في نظري يتمثل في مقارعة الحجة بالحجة والتوضيح للاخر الضرر الذي حدث بدون تشنج وحرق للاعلام ..لا افهم ما الذي ادخل علم الدنمارك في الموضوع؟؟ عندما عرض فيلم الاغراء الاخير للمسيح في دور السينما الامريكية ثار المسيحيون في امريكا ووتم رفع الفيلم من الكثير من دور العرض بعد التهديد بمقاطعة اي دور سنيما تعرض الفيلم..اي ان الغضب والمقاطعة انصب فقط علي من يقوم بعرض الفيلم ..اما ان يتم معاقبة شعب باكمله عن خطأ قام به افراد معدودين فليس معقولا و لا اظن انه سوف يؤدي الي اي نتائج ايجابية بل بالعكس سوف يؤدي الي زيادة الكراهية وسوء التفاهم..من المعروف ان وسائل الاعلام في الغرب لاتخضع لرقابة الحكومة او تعبر عن الرأي الحكومي انما هي تعبر عن اراء اصحابها وهو شئ لا نعتاده في البلدان العربية التعقل واستخدام المنطق هنا مطلوب حتي لا يتم الوقوع في فخ يعلم الله وحده مداه .. ..